منتديات أولاد عطيــــــــــة
منتديات أولاد عطيــــــــــة
منتديات أولاد عطيــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أولاد عطيــــــــــة

منتدى عام
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الزير سالم




عدد المساهمات : 66
نقاط : 185
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران Empty
مُساهمةموضوع: الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران   الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:42 pm

الفكر الإسلامى واستراتيجية العمران
نشأة علم الفقه، وعن ظهور مدارس محلية فقهية تتمثل فيها الجهود الجماعية، وينمو إرثها الفكرى بطريق التراكم والتكامل دون أن تنسب لشخص واحد كما حصل فى العصر العباسى فى الكوفة وفى مراكز الأمصار، وهدفها طبع الحياة العامة بطابع إسلامى.
وإلى جانب هذا الاتجاه حدث أيضا تطور فى المفاهيم السياسية، إذا انتشرت الآراء السياسية للأحزاب من شيعة وخوارج وعثمانية ومرجئة، وصار لها الدور الرئيسى فى المجتمع، وقد تجلى هذا فى الحركات السياسية فى الكوفة فى سلسة ثورات منذ فاجعة كربلاء حتى ثورة زيد بن على، وبهذا تحولت روح المقاومة تدريجيا من قبيلة إلى مقاومة سياسية حزبية.
وقد نسجت هذه التيارات المختلفة والتكوينات الاجتماعية نسج المدن الإسلامية الناشئة، وتدرجت إلى تذويب النزعة القبلية ونشوء تكوينات وطبقات اجتماعية متأثرة بتطور الأحداث.
ويمثل انشاء العباسيين لبغداد وسامر انضج وتبلور هذه المرحلة من التطور التى تؤكد لنا بوضوح ظاهرة هامة وهى أن المدينة أصبحت ( ثوب العظمة) للحكام، فقد كان هدف المنصور من بناء بغداد إبراز مكانة الدولة العباسية وترسيخ دعائم حكمها، وكان الهدف من إنشاء سامراء مرتبطا بما حدث من تطور فى تشكيل وحياة البلاط والإدارة وفى الوقت ذاته ليعظم الحكم والحاكم بعدما استقرت دعائم الملك العباسى.
وإذا قارنا بين بغداد وسامراء وبين مدن الامصار فإننا نجد كثيراً من المتشابهات ممثلة فى اتباع نظام القطاعات والخطط كنظام متبع لتنمية عمران المدينة وتخطيطها، وفى كل هذه المدن كانت التنمية الداخلية متروكة للأفراد فى كل مجموعة، سواء كانوا أعضاء فى قبيلة أو فرقة فى الجيش أو مجموعة من بلد ما، وفى كل منها كان المسجد الجامع ودار الأمارة فى مركز المدينة، وإن كان ذلك غير منطبق تماما على سامراء كما فى بغداد، كانت الاسواق بجوار المسجد الجامع وتستثنى بغداد من ذلك.
وتتركز أوجه الاختلاف فى أن كلا من بغداد وسامراء خططتا تخطيطا منتظما واضح الرؤية والهدف، بينما مرت مدن الامصار فى مراحل تطور باعتبار ظروف نشأتها وتحولها من معسكرات حربية مؤقتة إلى مراكز استيطان وإدارة تدعم الفتوحات، ثم إلى مدن مستقرة صبغت تدريجيا بالصبغة المدنية وتوافرت لها المعايير الحضرية التى أهلتها لتكون مدنا كبيرة ناضجة.
وتعد بغداد باعتبار تكويناتها المعمارية داخل الأسوار مدينة ملكية نمت خارج أسوارها أرباض العامة، وكان لتجربتها أثر واضح بعد ذلك فيما أختطته الدول الناشئة من مدن بدأت مدنا ملكية، وروعى فيها هذا الاعتبار، ثم تطورت بعد ذلك إلى مدن للعامة نتيجة اختلاف ظروف قيامها بإنحلال ملك وقيام ملك أخر.
ومن المدن التى تعكس ذلك المهدية والقاهرة وفاس ومراكش والرباط والزهراء وغيرها وتلك المدن التى انشئت للعامة وتضمنت فى الوقت ذاته مقرا للسلطة وحب تأمينه، فانعكس على تخطيط هذه النوعية من المدن التى اشتملت على ( مدينة ) أو قلعة بداخلها يطلق عليها القصبة كتلك المدن التى انشئت ببلاد الأندلس، أو أن ينشئ بجوار مدينة العامة مقرا للسلطة بذاته تحاط به الأسوار، ويشمل على مكونات المدينة كفاس الجديدة.
وفى الشرق أصبح اتخاذ القلاع المستقلة عن المدن المنشأة بجوارها مركزا للسلطة فتكررت النماذج وأصبح بناء القلعة كمقر للسلطة ملازما للمدينة وظاهرة تمييز هذه المدن، وأصبح لكل مدينة قلعتها التى تتخذ لهذا الغرض.
على حسب العصر
وقد لعبت الأوقاف دورا خطيرا فى حياة المدن، وانتشرت ملحوظا حتى خصص لها ديوان يعرف بديوان الأحباس أو الأوقاف، وقد عرف الوقف كنظام منذ عهد الرسول كما ذكرنا، ولكن أثره فى عمران المدن الإسلامية أصبح واضحا بصفة خاصة مع بداية القرن السادس الهجرى، واستمر بعد ذلك مؤثرا واضحا من المؤثرات التى دفعت إلى تطور عمران المدينة الإسلامية، وأثرت تأثيرا واضحا فى تشكيل حياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
والوقف صدقة جارية من أموال الوقف فى حياته ويستمر بقاؤها بعد مماته تخصص لوجوه البر والخير كإعانة الفقراء، أو أبناء مسجد، أو قيام مدرسة وما شابه ذلك شريطة بقائه واستمرار هذه الصدقة.

تخطيط المدينة الإسلامية
تخطيط المدينة هو عملية تحديد وتعريف أفضل طريقة لتحقيق أهداف معينة، ثم اختيارها وفقا لاعتبارات معينة، فى ظل الموارد المحدودة والقيود التى تفرضها الظروف السائدة فى المجتمع، أو أنه عملية ضبط البيئة الطبيعية والبشرية من أجل استخدام أفضل الموارد البيئية، وبالتالى فإن هناك محاولات كثيرة للتخطيط منها التخطيط الاقتصادى والتخطيط الاجتماعى والتخطيط العمرانى.
وتخطيط المدينة بهذا المفهوم يختلف عن خطتها، فالخطة تعنى مساحة من سطح الأرض الكروى نقلت تفاصيلها على لوحة مستوية وفق إحدى طرائق الاسقاط المناسبه بمقياس رسم كى يسمح بظهور تفاصيلها، مثل الطرق وتقسيمات المبانى والميادين إلى أخره وإذا كان هذا تعريفا عاما للخطة فإنه بالنسبة للمدينة يمكن أن يعنى الشكل الذى تبدو عليه من خلال انتظام شوارعها وميادينها وتجمعاتها أن يعنى الشكل الذى تبدو عليه من خلال انتظام شوارعها وميادينها وتجمعاتها السكنية، وفق نظام معين يعطيها شكلا حضاريا يختلف عن غيرها من المدن التى تنمو وفق خطة أخرى. ويعنى ذلك أن الخطة تقترن بالتركيب العمرانى فقط بينما التخطيط يشمل كل ما يتعلق بالمدينة من الناحية الطبيعية والحضارية والسكنية والعمرانية والإقليمية.
واختلفت الأهداف التى أنشئت من أجلها المدن الإسلامية، فمنها ما بدأ على هيئة معسكرات حربية ثم تطور إلى هيئة مدينة كالبصرة والكوفة والفسطاط والقيروان، ومنها ما اتخذ لأغراض إدارية كواسط، ومنها ما انشئ كعواصم أو حواضر للدول المتتابعة كبغداد والقاهرة وفاس وغيرها، ومنها ما كات فى بداية مناطق ارتكاز تحصينية للدفاع، وبمرور الزمن غلب عليها الطابع المدنى وتحولت إلى مدن كالرباط والمونستير ومجريط ( مدريد) وغيرها، ومنها ما نشأ ونما مرتبطا بعوامل دينية كالنجف وكربلاء والكاظمية وغيرها، ورغم تأثير التخطيط بهذه العوامل المختلفة تأثرا واضحا ولاسيما فى مراحل النشأة الأولى، إلا أنه بصفة عامة يقوم على محاور أساسية توجهه توجيها إسلاميا واضحا صاغ تخطيط المدينة الإسلامية صياغة مميزة وجعلها رغم اختلاف أقاليمها وعصورها تتسم بسمات عامة واحدة.
وكانت الرؤية الإسلامية فى تخطيط المدن مراعية لجوانب التخطيط المختلفة، سواء كانت هذه الجوانب عمرانية أو اقتصادية أو اجتماعية.
ويعكس التخطيط المادة للمدينة الإسلامية المحاور المختلفة التى قام عليها تخطيط المدينة وجوانبها المختلفة.
ويبدأ التخطيط باختيار الموقعSituation ونعنى بذلك موقع المدينة وعلاقتها بما يحيط بها.
وقد أشار ابن الربيع إلى هذه الشروط وحددها بستة شروط هى ( سعة المياه المستعذبة، وإمكان الميرة المستمدة، واعتدال المكان وجودة الهواة، والقرب من المرعى والاحتطاب) وتحصين منازلها من الأعداء والذعار، وأن يحيط بها سور يعين أهلها".
أن أحسن مواضع المدن أن تجمع بين خمسة أشياء وهى: النهر الجارى، والمحراث الطيب، والمحطب القريب والسور الحصين، والسلطان إذ به صلاح حالها، وأمر سلبها وكف جبابرتها) وهى فاس فيذكر أنها جمعت هذه الخصال التى هى كمال المدن وشرفها وزادت عليها بمحاسن كثيرة.
وفى ضوء ذلك كان اختيار موقع المدن مرتبطا غالبا بالأقاليم، وبالطرق التجارية الهامة التى تمكنها من توفير احتياجاتها، وتصدير انتاجها ولاسيما أن المدينة لا يمكنها أن تعيش على الوظائف المحلية فقط، فلو كانت المدينة تعيش بلا وظائف إقليمية لوجب أن تكفى نفسها بنفسها من حيث الخام والإنسان، ولكانت بذلك مجرد وحدة سكنية بحته، أو خلية اكتفائية.
وقد ازدهر كثير من المدن الإسلامية معتمدة على أقاليمها كبغداد والقاهرة وفاس ومراكش وقرطبة والمرية وغيرها.
وكذلك كانت التجارة من العوامل الهامة التى أدت إلى نشأة المدن، واعتبرت من المعايير التى تميزها، ومن هنا برزت أهمية اختيار موقع المدينة على الطرق الرئيسة، ويكفى أن تشير إلى ما فكر فيه الخليفة المنصور عند اختيار موقع بغداد فقد وضع فى اعتباره أهمية الطرق التى تؤدى إليها باعتبار أن لذلك أثره الخطير فى حياتها الاقتصادية، فقد أشارت الرؤية التاريخية إلى أنه عندما خرج يرتاد الأماكن رأى موضعا طيبا، فقال لجماعة من أصحابه: ما رأيكم فى هذا الموضع ؟ فقالوا: ما رأينا مثله، هو طيب صالح موافق. قال: صدقتم هو هكذا، ولكنه لا يحمل الجند والناس والجماعات إنما أريد موضعا يرتفق الناس به، ويوافقهم مع موافقته لى، ولا تغلو عليهم فيه الأسعار، ولا تشتد فيه المؤنة، فإنى أن أقمنا فى موضع لا يجلب إليه من البر والبحر شئ غلبت الأسعار وقلت المادة واشتدت المؤنة.
وأشارت الرواية إلى أنه عندما جاء إلى موقع بغداد قال: هذا موقع معسكر صالح، وهذه دجلة ليس بيننا وبين الصين شئ، يأتينا كل ما فى البحر، وتأتينا الميرة من الجزيرة وأرمينية وما حول ذلك، وهذا الفرات يجئ فيه كل شئ من الشام والرقة، وما حول ذلك فينزل وضرب عسكره على الصرآه وخط المدينة، ومما أكد اختياره لهذا الموقع أنه بين أربعة طساسيج مخصبة، وأنه خير موضع لوصول التجارة من البلاد فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب، وأنه قريب من البر والبحر والجبل، فقرر اختياره.
وامتد تأثير الطرق المؤدية للمدينة فى تحديد اتجاهات أبوابها، ولا أدل على ذلك من بغداد التى بنى لها أربعة أبواب، فإذا جاء أحد من الحجاز دخل من باب الشام، وإذا جاء من الأهواز والبصرة وواسط واليمامة والبحرين دخل من باب البصرة، وإذا جاء الجائى من المشرق دخل من باب خراسان.
وحددت أهمية الطرق البحرية مواقع كثيرة من المدن الإسلامية، وإذا كان الاتجاه فى بداية الأمر فى اختيار موقع المدن بعيدة عن ساحل البحر خوفا من اغتيال الأعداء لها، كما حدث فى البصرة والكوفة والفسطاط والقيروان، فإنه بعد أن أصبح للمسلمين قوة بحرية يعتمد عليها فى حماية مدن السواحل، اتجه المسلمون إلى اختيار الموقع الملائمة لاقامة مدنهم على السواحل.
وعند اختيار موقع بغداد كان الخليفة المنصور حريصا على الاطمئنان على أحوال الموقع الصحية، وكلف بعض رجاله بالمبيت فى موضع المدينة ليدرسوا أحواله، فلما انتهوا من مهمتهم قدموا على المنصور وأجمعوا على أفضلة المكان.
ولجودة الهواء أو فساده علاقة وطيدة بانحسار الأمراض أو انتشارها وما يمس مباشرة النواحى الصحية للمجتمع المقيم فيها.
وقد أثر المناخ تأثرا مباشرا وفعالا فى تخطيط التكوينات المعمارية للمدينة الإسلامية، كما كان له أثره الواضح فى تخطيط شوارعها، وتحديد أتجاهاتها، وتشابهت هذه التأثيرات فى معظم المدن الإسلامية، سيما أن أغلبها يقع تقريبا فى المنطقة الحارة فتلاصقت المبانى وتدرجت مقاييس الشوارع وأصبح الفناء عنصرا رئيسا فى تخطيط التكوينات المعمارية المختلفة، وأخذت الواجهات والمظلات والعناصر المعمارية الأخرى المتصلة بالتهوية والإضاءة أنماطا متشابهة، فتكررت أمثلتها فى المدن الإسلامية المختلفة.
ووفرة المراعى والحطب والغذاء من مصادر قريبة، وتأمين مصادرها، كان لها تأثير مباشر فى هيئة تخطيط المدن مثلا فى شرق العالم الإسلامى والتى يلاحظ أنها كانت تشمل فى الوسط على مقر السلطة والحكم مؤمنا فى قلب المدينة، ويحيط بها سور ويدعى ( الشهرستان) يليه دائرة أوسع تمثل المدينة العظمى يحيط بها سور هى الأخرى، ثم يلى ذلك دائرة أوسع تضم البساتين ودائرة رابعة أوسع تشمل المزارع التى تغذى المدينة بحاجاتها الغذائية اللازمة وتكون فى متناول الدفاع عنها وتأمينها، كالموصل التى كانت تمد بغداد بحاجاتها من الميرة، فكانت تمونها بالغذاء أربعة أشهر من كل سنة لسعة سوادها، كما يذكر ذلك المقدسى.
وبرزت الحاجة إلى تحصين المدن منذ عهد قديم، عندما نشأت المدن وزاد عمرانها وثراؤها، وبدأت تتعرض لهجمات الأعداء، الذين يطمعون فى السيطرة عليها أو نهب ثرواتها، مما أدى إلى بناء الأسوار حول المدن واتخاذ الجند والقادة الذين يتولون الدفاع عنها.
وتأمين المدينة يكلفه بناء الأسوار والأبراج والقلاع التى يزيد من كفاءتها وسهولة انشائها والاقتصاد فيها ما يتوفر للموقع من ميزات تحصينية طبيعية، وكان يكون على هضبة متوعرة من الجبل أو باستدارة بحر أو نهر حتى لا يوصل إليها إلا بعد العبور على جسر أو قنطرة، فيصعب منالها على العدو ويتضاعف تحصينها.
عندما اختار الخليفة المنصور موقع بغداد من أن نهر دجلة والفرات بمثابة خندق مائى يزيد مدينته تحصينا، وكذلك انتقاد المعز لدين الله الفاطمى، قائده جوهر فى عدم اختيار هضبة ( أسطبل عنتر) جنوب الفسطاط – أو القدس فى موضع مباشر على النيل كموقع لمدينته الذى انشئت عليه مدينة القاهرة.
ومع نشأة المدن الإسلامية وضحت المحاور الرئيسة التى تميز تخطيطها وتؤثر فيه بصورة أقوى من بقية العناصر التخطيطية الأخرى وهذه المحاور هى ( المسجد الجامع) و(دار الإمارة) و (الخطة) وهى محاور ثلاثة قامت معها محاور أخرى مع تطور عمران المدن الإسلامية، وبمرور الزمن اختلف تأثير هذه المحاور فى تخطيط المدينة الإسلامية قوة أوضعفا.

وفى إطار ما عرضه ابن الربيع من شروط تخطيط الموضع :
1-أول شرط ساقه هو أن على الحاكم ( أن يسوق إليها الماء العذب ليشرب ويسهل تناوله من غير عسف) أى أن تكون مصادر المياه متوفرة بأى صورة من الصور سواء كانت عيوناً أو انهارا أو غير ذلك. سواء أكان بالقنوات أم بالأنابيب أم بحفر الجداول أم بنقل الماء على ظهور الدواب، أم بغير ذلك من الوسائل.
2-والشرط الثانى فى الترتيب هو أن يقدر طرقها وشوارعها حتى تتناسب ولا تضيق، فتقدير الشوارع مطلوب حتى تتناسب مع حركة المرور وكثافتها وحتى لا تضيق بهذه الحركة أو تلك الكثافة، ونوعية الشوارع فمنها ما هو رئيس ومنها ما هو فرعى.
3-ويعرض الشرط الثالث: وهو أن يبينى فيها جامعا للصلاة فى وسطها ليتعرف على جميع أهلها، والمسجد الجامع كان أول ما يختط من تكوينات معمارية فى المدينة الإسلامية وهو من وجهة نظر فقهية من الميزات الحضرية للمدينة الإسلامية.
4-والشرط الرابع أن يقدر أسواقها لينال حوائجهم عن قرب، والسوق من المرافق الأساسية العامة فى المدن، وبدأ تخطيط الأسواق وتصنيفها فى العصر الأموى، وتبلورت فى تخطيط بغداد وسامراء، ومع تصنيف التجارات نتيجة ارتباط التجارة بالصناعة ظهرت تصنيفات الحرف مرتبطة بنظام مراقبة أهل التجارات والحرف.
5-ويأتى الشرط الخامس أن يميز بين قبائل ساكنيها بألا يجمع أضداد مختلفة متباينة ويبرز هذا الشرط، وهى مشكلة صراع الأجناس المختلفة فى بغداد والتى كان الترك من جنود المعتصم محركا رئيسا فيها، وخصوصا بعدما أهمل الخليفة الجنسين العربى والفارسى، وبعدما وجد الأتراك الحظوة، وكان هذا الخلاف سببا واضحا من أسباب انشاء مدينة سامراء، واتخاذها مقرا للخلافة على يد هذا الخليفة.
وجرت العادة أن تكون دار الإمارة مجاورة للمسجد الجامع، قريبه منه أو ملاصقة له، وأصبح هذا التخطيط تقليديا فى المدينة الإسلامية.

التخطيط الدائرى للمدينة
فى رأى الدكتور/ محمد عبد الستار عثمان
وحدث ذلك فى بغداد التى انشئ فى وسطها المسجد الجامع مجاورا القصر الذهب، ومن حوله الدواوين يحيط بذلك سور يعزل هذه المنطقة عن منطقة سكن القادة والموالين للخليفة، ويحيط بذلك سور يليه يتصل بسور خارجى يليه خندق، وفى خارج أسوار المدينة تقطن العامة، وكانت تمارس فى المنطقة السكنية خارج المنطقة المركزية أنشطة الحياة اليومية، وازدحمت الأسواق وبات الأمر ملحا فى تأمين المدينة من خطر الفتنة، فأنشئ الكوخ ونقلت إليه الأسواق ليبتعد هذا الخطر.
كان الاتجاه واضحا لتأمين مركز السلطة بعزله عن مواضع سكنى العامة، وكان الأعوان يقطنون فى مراكز قريبة من الحاكم فى تطبيق عام اختلف صوره، ويعكس هذا التوجيه خللا حدث ببغداد بعدما زاد عمرانها وزادت خطورة الجند الترك بها، واصبحوا يتراكضوا فى شوارع المدينة ويسببون قلقا لأهلها، فحرص على أن يكون ذلك معتبرا فى تخطيط المدن القادمة، وفى هذا الشرط رؤية اجتماعية تجمع الحاكم وأعوانه قريبين منه، فهم فئة واحدة ذات ميول واحدة، ومستوى اجتمعى متقارب يسهل تألفهم فى موقع واحد، ولا يتسبب انتشارهم فى المدينة فى التأثير فى فئاتها الأخرى.
وتمثل مدن العواصم أهم نوعية من المدن الإسلامية باعتبار أهميتها السياسية المنعكسة فى ازدياد عمرانها، فهى تنال من الحظوة والرعاية مالا يناله غيرها من المدن، وقد يتأثر عمران هذه المدن بزوال أهميتها السياسية لزوال دولتها كبغداد بعد سقوط الخلافة العباسية، والقاهرة بعد انتهاء دولة المماليك، والقيروان والمهدية وقلعة بنى حماد وغيرها من المدن.
أن المدن الإسلامية نشأت وتطورت عمرانيا، ولم تعد مدنا مفردة، لكنها أصبحت مدنا مركبة، بمعنى أنها تضم أكثر من مدينة على حد قوله، كبغداد التى احاطت بها الحرية من الشمال والكوخ من الجنوب وتقابلها الرصافة على الضفة الأخرى من نهر دجلة وكذلك القاهرة التى أصبحت تشتمل على الفسطاط والعسكر والقطائع، وهى رؤية تتضح أكثر فى ضوء ما أشرنا إليه من مراحل النمو المعمارى للمدينة الإسلامية التى تنمو فى هيئة أرباض ظاهر المدينة تتصل عمرانيا بالمدينة متأثرة بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى تمر بها المدينة، فقد انشئت بغداد كمدينة مستقلة، ثم انشأ المنصور الرصافة لابنه المعتصم بالله هو وجنده وكيانها المستقل أيضا وأنشئ الكوخ لتقل التجارة من بغداد إليه وأنشئ له مسجد جامع لمنع دخولهم إلى المدينة وفى مرحلة لاحقة أدمجت التكوينات الثلاثة وأصبحت تشكل كيان واحدا ولاسيما بعد أن الغيت صلاة الجمعة فى الأرباض الجديدة وكذلك الحال بالنسبة للفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة.

التخطيط الحربى لمدينة بغداد
وبغداد من أروع أمثلة المدن الإسلامية التى روعى فى تخطيطها متانة تحصينها وتمثل متقدمة فى التخطيط الحربى لأسوار المدن فى القرن الثانى الهجرى فقد جاء تخطيط هذه المدينة مستديرا فأوفى بالغرض الحربى باعطاء رؤية متكاملة وواضحة للجند المدافعين عن اسوار المدينة عما لو كانت المدينة مستطيلة أو مربعة، كما أن هذا التخطيط المستدير حقق غرضنا اقتصاديا من ناحية التوفير فى تكاليف البناء فمحيط قطعة من الرض على شكل دائرة أقل من محيط المربع المساوى لها فى المساحة بمقدار 11.27 %، ولا شك أن التوفير فى تكاليف الإنشاء أمر مرغوب فيه، ويدعم الموقف الحربى بصورة غير مباشرة بالإضافة إلى أن الاقتصاد شرطى من الشروط الأساسية التى يجب توافرها فى العمارة بمعناها الصحيح.
وكان التخطيط الحربى لمدينة بغداد يقوم أساسا على خطوط دفاعية متتابعة تحقق اعاقة المهاجمين وتمكن المدافعين من ضربهم. فقد حفر حول المدينة (خندق) يحيط بأسوارها بعمق ستة أمتار واتساع مثل ذلك، كان يملأ بالماء عن طريق قناة فى وقت الخطر، وكان أمام كل باب من ابواب المدينة الأربعة قنطرة تمكن من تصبح المدينة معزولة لا يصل إليها أحد إلا بعبور الخندق الذى يملأ بالماء اثناء الحرب، كما أن سور المدينة الخارجى المجاور للخندق بنيت لحماية اساسه من الماء (مسناة) يصعب التسلق عليها من قاع الخندق، وكان هذا الخندق بمثابة أول عائق أساسى لمن يهاجم المدينة.
ويلى الخندق (السور الخارجى) الذى يمثل خطا دفاعيا واقيا وكان بهذا السور أربعة ( مداخل منكسرة) (باشورة) (Bent Entrance) اتخذت تصميما معماريا يضطر الداخل فى أى منها إلى الأنعطاف يسارا فتكشف يمينه وعى نقطة الضعف التى يمكن اصابتها لعدم حمايتها بأدوات الحماية المستخدمة باعتبارها الذراع الضاربة المتحركة، ويمكن اصابتها اصابة مباشرة، وكان هذا السور بارتفاع عشرين متراً، وسمكه خمسة وعشرون مترا عند القاعدة، وعشرة أمتار من أعلاه، وهذه المقاييس مرتبطة بتحقيق أهداف معينة، فالسمك يساعد على متانة الانشاء من ناحية، وعلى عدم تمكين العدو من ثقبه بسهولة من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة يوفر ممشى للجنود فى للجنود فى أعله، كما أن الارتفاع محكوم بارتفاع السور الكبير الداخلى، الذى كان أعلى منه، ليكشف المحاربون من خلاله الساحة خارج المدينة كما أنه بهذا المستوى المذكور يحقق رؤية أفضل لأبعد مدى ممكن.
وكان للمدخل أبواب صفحت مصاريعها بالحديد المقاومة ضربات العدو إذا ما استطاع الوصول إليها، وهو أسلوب شاع استخدامه فى حل أبواب المدن الإسلامية ومن أمثلة ذلك أبواب المهدية والقاهرة، وغيرهما وكان بين السورين الخارجى والداخلى الكبير مساحة خالية تصلح للدفاع عن السور الأخير، وهذه المساحة تسمى (الفيصل) ويمكن اضطياد العدو فيها إذا ما استطاع اجتياح السور الخارجى.
أما السور الداخلى الكبير فهو أكبر الخطوط الدفاعية قوة، تركد ذلك مقاييس بنائه، حيث يبلغ سمك السور مزودة بسلالم يصعد منها إلى مجلس يعلوا كل باب من هلاله مشاهد المنطقة خارج المدينة ومراقبتها باعتبار ارتفاعه واشرافه على الساحات خارج المدينة.
وخططت مداخل المدينة الأربعة تخطيطا حربيا دقيقا يمكن من خلاله التحكم الجيد فى الدخول والخروج من المدينة والسيطرة على كل جزء منها وكان يشرف عليها الجند والحرس وزودت هذه المداخل بغرف بلغ عددها فى كل مدخل مائة وثمانى غرف منها مائة للجند تتسع كل غرفة لعشرة وبذلك يكون عدد الجند الف جندى أما الغرف الثمانى الباقية فخصصت للقيادة، أما قلب المدينة الذى اشتمل على الدواوين وقصر الخلافة والمسجد الجامع فكان محاطا بسور داخلى مركزى يعد الخط النهائى لحماية مركز السلطة داخل المدينة.
وامتد تأثير التخطيط المحصن للمدينة الإسلامية إلى تخطيط شوارعها وطرقاتها وتشير رواية الطبرى عن بغداد والهدف من وراء تخطيطها تخطيطاً مستديراً فيكون أنها بنيت مدورة لئلا يكون الملك إذا نزل إلى وسطها فى موضع أقرب منه إلى موضع أخر وجعل أبوابها أربعة على تدبير العساكر فى الحروب وجعل لها سورين فالسور الداخل أطول من السور الخارج وبنى قصرها فى وسطها والمسجد الجامع حول القصر.
فقد خطط المدينة تخطيطاً يكفل الأمن للخليفة فى وقت الخطر ويسهل التوصل إليه فى وقت الأمان واثر ذلك تاثيراً واضحاً فى تخطيط المدينة بصفة عامة وشوارعها وطرقها على وجه الخصوص، فقد حكم بناء السورين للمدينة ومداخلها الأربعة نظام الطرق الرئيسية، فقد كان الوصول إلى المدينة من الخارج من أحد مداخلها عن طريق عبور الجسر الذى يعلوا الخندق، وتخطيط
و فى الأصل ذو مخزى حربى ذلك أنه يمكن دفعه فى وقت الخطر ثم يصل الداخل إلى المدخل المنحنى bent entrance الذى خطط بهذه الطريقة ليكشف عن يمين الداخل ليسهل ضربه إذا كان عدوا ، وانعكس التخطيط الحربى على الرحبات التى تؤدى إليها المداخل ومقاييسها التى تتدرج من الاتساع إلى الضيق كان هدفا مقصورا على حصار العدو وكذلك كاف الفيصل الذى بين السورين بمثابة مصيدة وحاذى الطريقان الرئيسان فى المنطقى السكنية السور الداخلى الكبير والسور الذى يحيط بالمنطقة المركزية، فأخذ الشكل الدائرى تأثرا بهذه الأسوار ولم يسمح بأن تلتصق المبانى بالسور لتسمح للمدافعين بحرية الحركة، كما أن السكك الفرعية التى تصب فى كل منهما كان لها دروب يحكم غلقها وقت الحاجة لتزيد المدينة تأميناً.
كما أن تخطيط الأبواب ومقاييسها وارتباط هذه المقاييس بالأسوار وارتباطها بحرية الطريق والاتفاق به على اعتبار أن هذه البوابات تعلوا طرق المدينة وتتحكم فى شكل الطريق وحركة المرور فيها توضح العلاقة بين التحصين وشوارع المدينة.
وإذا كان للتحصين أثر واضح فى محدودية مساحة المدينة لاعتبارات اقتصادية وحربية فإن أسوار المدن والقلاع داخلها بأبراجها وأبوابها شغلت جزءاً من المساحة أيضاً بالإضافة إلى مساحة المناطق التى تركة خالية وكان لهذا أثر واضح فى استغلال المساحات الداخلية المحدودة استغلاً مكثفا وصحيحاً فى الوقت ذلك وظهر ذلك واضحا فى الامتداد الرأسى للبناء مع ضيق الشوارع الفرعية الذى أدى بدوره إلى الاستغناء عن الشارع كمصدر أساسى للضوء والتهوية والاعتماد على الفناء الداخلى المكشوف واتصل الأمر كذلك بما اتسمت به المدينة الاسلامية من تلاصق دورها ومنازلها توفيرا للمساحة ثم الامتداد بالأجنحة والرواشن فى الطوابق العلية.
ومما يرتبط بأثر نظام التحصين والتأمين وإنشاء طرق تحت الأرض أنفاق أو سراديب تستخدم بواسطة الحكام اللذين يقطنون بالمدينة ويخشون استخدام طرق عادية لسبب أو لأخر، وقد تنوعت هذه الأنفاق والسراديب فمنها ما كان يربط بين القصور داخل المدينة كالأنفاق الذى كانت تربط بين قصور بغداد ومثال ذلك الممر الأرضى الذى أنشأه المعتمد ليربط بين قصر الحسن وقصر الثريا وكذلك النفق الذى كانت بغداد الذى عمل للخليفة المنصور لكى يمكنه من الخروج من بغداد عند حصارها وينتهى بالخليفة على بعد فرسخين منها.

المدينة المدورة
فى رأى الدكتور/ كمال الدين سامح
فى كتابه عن العمارة فى صدر الإسلام
يقول أن الأصل فى التخطيط الدائرى لمدينة بغداد قد أخذ عن النقوش الأشورية البارزة التى تمثل المعسكرات الأشورية والتى سجل عليها التاريخ.
وتخطيطها مستدير وبه طريقان متقاطعان عموديان على بعضهما يجريان من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وكذلك نلاحظ أن التصميم الدائرى للمدينة ذا الطريقان المتعامدين قد عرف فى الكتابة المصرية القديمة وتعتبر المداخل الأربعة لمدينة بغداد التى أنشئها أبو جعفر المنصور الأولى فى الإسلام من حيث تخطيط المداخل المنحنية وهى أربع مداخل رئيسية محورية وهى باب خورسان فى الجهة الشمالية الشرقية وباب الشام فى الجهة الشمالية الغربية وباب البصرة فى الجهة الجنوبية الشرقية وباب الكوفة فى الجهة الجنوبية الغربية وكانت المسافة بين كل بوابتين حوالى 4000 زراع وقطرها حوالى 2710 متر.

مقاييس الشوارع واتجاهاتها
ترتبط مقاييس الشوارع فى المدينة الإسلامية بعوامل مختلفة ومتنوعة منها ما هو متصل بنظام تخطيط المدينة ومنها ما هو مرتبط بطبيعة الموضع والمناخ وطريقة ونوعية الارتفاق بالإضافة إلى ارتباط ذلك لقيم إسلامية والعادات السائدة فى هذا المجتمع.
فعند تخطيط بغداد امر المنصور بان يكون ( فى كل ربض من السكك والدروب النافذة وغير النافذة ما يعتدل به المنازل.... وحد لهم أن يجعلوا عرض الشوارع خمسين زراعا بالسوداء، والدروب ستة عشر زراعا).
واتسمت سامراء باتساع شوارعها حتى أن شارعها الأعظم ( شارع السريجة) كان بحدود مائة متر وهو بذلك يضاهى أعرض الشوارع فى العواصم العالمية حتى يومنا هذا.
وعكست المراحل البنائية. والعمرانية لهذه المدينة مدى الاهتمام بتخطيط شوارعها المتسعة ابتداء من عصر المعتصم الذى أسس المدينة

الرحاب والميادين
تضمنت المدن الإسلامية المبكرة فى خططها مساحات خالية من البناء كان يطلق عليها ( الرحـاب )، تركت لتستخدم فى أغراض مختلفة تركت لتكون " مرابط للخيول وقبور للموتى " وكانت هذه الرحاب متسعة بلع طول ضلعها ستون زراعا.
وإذا كانت المساحات متوفرة فى المدن غير المحصنة فإنها محدودة فى المدن المحصنة، مما أثر بالتالى فى تضمين هذه المدن الميادين والرحاب وجعلت المقابر خارج أسوارها، وتعتبر بغداد فى عهد المنصور من أوضح الأمثلة على هذه النوعية، فلم تشتمل على هذه المرافق التى تحتاج إلى مساحة كبيرة وكان هذا موضع انتقاد كبير لها.

جمالية الشــوارع
من الناحية الجمالية فإن شوارع وطرق المدينة الإسلامية بمقاييسها وأشكالها واجهاتها المتنوعة وعلاقاتها بالتكوينات المعمارية الأساسية والثانوية ولدت قيما جمالية أصيلة يمكن استقراؤها من تحليل نوعيات الجمال المختلفة سواء كان جمال حثى أو عاطفيا أو فكريا تجريديا أو وظيفيا.
كما أن السير فى شوارع المدينة الإسلامية باتجاهاتها المتنوعة أدى إلى اعطاء الفرصة للتجول البصرى، وتقسيط المسافات وإتاحة الفرصة للتأمل الهادى.
وظيفة شوارع المدينة الإسلامية وطرقتها
انصبت وظيفة شوارع وطرق المدينة الإسلامية على كونها شرايين اتصال وحركة تربط بين تكويناتها المعمارية المختلفة وارتبطت وظيفة الشوارع ارتباطا وثيقا بوسيلة النقل المستخدمة وهى الدواب التى كانت تستخدم فى الركوب أو حمل الأثقال ثم ارتبطت مقاييس الشوارع والطرق، وارتبطت كثافة المرور فى طرق المدينة الإسلامية بكثافة سكانها والوافدين إليها

الأســـــواق
من الملامح الرئيسية للمدن أنها ذات طابع تجارى وتمثل الأسواق مراكز النشاط التجارى بصوره ومراحله المختلفة التى انعكست انعكاساً مباشراً على نمطية الأسواق وأنواعها، والسواق الأسبوعية كسوق الأحد فى دمشق وسوق الاثنين فى مكناس والقصر الكبير وسوق الثلاثاء فى بغداد وسوق الأربعاء فى الموصل وسوق الخميس فى فاس ومراكش.
وتأتى الأسواق المرتبة الثانية للمهمة التى يقوم بها مكان التجمع فكانت إلى جانب كونها مراكز تبادل السلع مراكز لتبادل الأفكار والشائعات مما يبرز أهميتها كمراكز اتصال Communication-Center.
وتبلور نظام تخطيط الأسواق وعمارتها فى العصر العباسى وتطورت تطوراً واضحا بتطور عمار المدينة الإسلامية فعند تخطيط بغداد كانت الأسواق من المرافق الهامة التى أهتم المنصور بتوفيرها فى كل ربع من أرباه مدينته.
وسرعان ما ازدهر عمران المدية وضاقت بأهلها، فرأى المنصور أن ينقل التجار خارجها محافظتاً على أمن المدينة ونظافتها وتوفير الهدوء فيها وأنشأ (الكرخ) ليضم التجار وكان تخطيطه مثالاً جيدا يعكس المستوى الذى وصل إليه تخطيط الأسواق.
وتشير الرواية إلى أن المنصور طلب قطعة من القماش ورسم السوق عليها وحدد لكل أهل تجارة مكاناً لهم وأمر ألا تتاجر فئة فيما تتاجر فيه الفئة الأخرى كما أنه فصل بين أهل التجارات والحرف فى تصنيف أدق فخصص لكل حرفة منطقة خاصة بها.
وأنشأت أسواق سامراء بالأسلوب نفسه حيث يمكن القول أن إنشاء السواق المتخصصة أصبح نمطاً تقليدياً فى المدينة الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
KILWA ZOULDIK

KILWA ZOULDIK


عدد المساهمات : 785
نقاط : 1163
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 09/07/2009

الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران   الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 9:30 pm

المدن الإسبانية اليوم من أكثر المدن الأوروبية إستقبالاً لسياح وذلك بفضل الموروث العمراني الإسلامي الذي تركته الحضارة الإسلامية هناك
أهلاً بعودتك أخ زير سالم
وشكراً على الموضوع
cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الزير سالم




عدد المساهمات : 66
نقاط : 185
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/09/2009

الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران   الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 11:46 pm

شكرا على الترحيب الغياب عن المنتدى كان قسري وارجوا أن اكون مفيد للمجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفكر الإسلامي واستراتيجية العمران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفكر التكفيري واسبابه
» موقع الطب الإسلامي
» الزحف المغولي على العالم الإسلامي
» حمل برنامج البتار الإسلامي للرد على الشبهات ولا تتردد
» ** سلسلة 1000 سؤال في التاريخ الإسلامي ** الجزء الثامن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أولاد عطيــــــــــة :: المنتدى التعليمي :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى الهندسة-
انتقل الى: