عذراً رسول الله

إليك يا رسول الله كتبت كلماتي.....
من أرض الإسراء أناجيك ...
من أرض الرسالات أبعث بسلامي لروحك الطاهرة....
لطالما حملني الشوق لزمن صحابتنا...
وتاقت الأعين لرؤياك ورؤياهم...
وذرفت الدمع في ليل ....كساه الشوق للمدينة ومكة.....
إن سمعت من أحاديثك فاضت روحي حيث جنان تجمعنا في آخرة لها نسعى....
أيا خير من عرفت البرية ......متى تسقينا من يديك شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً ...
متى تسكن الروح حيث ظلال لا تفرقنا ......
فقد اشتقنا ......إليك اشتقنا.....
لكن...عذراً رسول الله
فقد دنست ملامحنا على أعتاب اقصانا ...
وهدمت صوامعنا وأنين الدمع أشقانا ....
رسول الله.......
أرض الرباط التي قلت فيها طائفة للجهاد والحق تسعى....
هاهي تتجرع مرار الموت والقهر....
بعيداً عن محارق أعداء الدين ...كتبت لك...
بعيداً عن هياكلهم....
تسللت بأوراقي وقلمي.....بعيداً عن مجازرهم....
لكنني بحبر الدم..........أكتبها...
فقد استباحوا محارمنا.......
لم يسلم الشجر من العبث ....ولم تهنأ الأطفال بليل نوم.....إنه ليل إرهاب ومواكب استشهاد......
في كل يوم.....تزف الأقصى للحور شهداء...
مع كل شروق تختلط أشعة الشمس بصرخات طفل ينادي الله أكبر...
عذراً رسول الله....
زمن الشهامة من بعدك قد ولى....فقد هان الإسلام علينا فعلى الله قد هنا....
وتجردت بيوتنا من مصاحفنا من بعد أن كانت هي ونور سنتك للحق والهدى منارتنا....
نصافح يد الأعداء التي لم تفارق آثار دماء أطفالنا......
فلا الجرح العربي تضمده اتفاقياتهم ....ولا أنين الأقصى يسكته تعاطفهم...رسول الله.....
سمعنا في قصص الأجداد وصحابتنا ..أنهم كانوا جنوداً للحرية تسعى ....فما بالنا نرى الاحفاد عبيداً لأعداء الدين والقلم....
اخوتي في العراق من ملة الإسلام أعدهم ....لكنهم خضعوا لاعداء الدين وتفرقوا شيعاً ...
ولم يعد لنا حاجة لعدو نقاتله فننال شهادة في سبيل الحق نبلوها......
بغداد تشكو للأقصى جراحاً تنزف ....فتبكيهم السماء بدمع الحزن والألم......
وتحولت شوارعنا إلى مواكب استشهاد وميادين دماء تغرق....
لكم تمنيت ان تخبرك أسطري بانتصار وتشييع ليل الأسر......لكني كتب كلماتي بحبر الدمع والخجل....
ويحدوني أمل في الله وفي أمتنا أن تصحو من غفلتها وتزيل عن أعينها غشاء الخوف والذل.....
فإليك كل العذر يا رسول الله....عذراً