ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان إذا أفطر يقول: ''ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله'' رواه أبو داود في سننه. وورد عن بعض الصحابة أنه إذا أفطر قال: ''اللهم لك صُمتُ وعلى رزقك أفطرت فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم''. فالدعاء روضة القلب، وأنس الروح؛ فهو صلة بين العبد وربّه، يستجلب به الرحمة، ويستعدي به على مَن ظلمه، ومن عظيم شأنه، وعلو مكانه، أن جعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أصل العبادة ولبّها. وإذا كان للدعاء هذه المكانة العظيمة؛ فإنّه ينبغي على العبد أن يأتي بالأسباب الّتي تجعله مقبولاً عند الله تعالى، ومن جملة تلك الأسباب: الحرص على الحلال في الغذاء واللباس... كما ينبغي للصائم تحري أوقات استجابة الدعاء، منها: دعوة الصائم عند فطره، ودعوة الإمام العادل ودعوة المظلوم: عن أبي هريرة رضي الله عنه: ''ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتّى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السّماء ويقول الربّ: وعِزَّتي لأنْصُرَنَّك ولَوْ بَعْد حِينٍ'' أخرجه الترمذي وغيره.