.
لاأحد يستطيع ان يدّعي انّ المجتمع الدولي الذي أنشئت منظمة الأمم المّتحدة لتكون تعبيره القانوني عديم الوجود
· .كما لايستطيع احد أن يؤ ّ كد انه موجود كل الوجود فالمجتمع الدولي الغائب بعض الغياب موجود ايضًا بعض الوجود
· ومهما تكن ملابسات تطاول علاقات القوّة الفعليّة فيه على المبادئ والقيم المجرّده فاّنه لم يعد امام البشريّة من خيار سوى ان
تسعى الى رفع درجته من الموجوديّة فبدونه تعود البشريّة كما كانت مسرحًا للقوّة العاديّة ومهما أمكن ان يثار من اعتراضات
وشكوك حول كونه أداة للهيمنه فانّ التمسّك بمبدأ المجتمع الدولي يبقى هو الوسيلة المتاحه اليوم أمام البشريّة لمواجهة تلك
.الهيمنة
· لقد دخل العالم بعد الحرب الباردة وسقوط جدار برلين تشرين 1989 2 وانهيار الاّتحاد السوفييتي فيما يشبه التكسّر المفتوح
لأنظمة الأمن ولم يعد الأمر مقتصرًا على السباق الدولي لتخزين الأسلحة التقليديّة بل امتدّ ليشمل التوطين النووي ليس لأغراض
.مدنيّة وحسب واّنما لأغراض عسكريّة أساسًا
ومع هذا التطوّر بدا العالم حائرًا في فضاءات الهلع النووي من دون ان يتم ّ كن النظام العالمي الجديد من اقامة نظام يعيد الاعتبار
.لنظريّة توازن قوى الرعب
· انّ الخلل في توازن القوى بعد الحرب الباردة انتقل من المركز الى الأطراف في حين لايبدو في الأفق مايشير الى استراتيجيّات
متوازنة لدى الولايات المّتحدة ولا في اطار الأمم المّتحدة في الأمد المنظور والمتوسّط من أجل ارساء نظام قيم يكون متكافئًا
. لموازين القوى الاقليميّة
· .ومهما يكن من امر فانّ الأمم المّتحدة اليوم هي اقرب الى كونها من ّ ظمة لإدارة النزاعات الدوليّة والإقليميّة بالواسطة
فوراءها تقف الدولة المنتظرة في الحرب الباردة التي تزيد أن تقبض على بؤر التوّتر وتمسك برياحها بأّقل الأثمان على أن يجلب
.اليها أفضل الحصاد
· .ولا أمل للعالم على مايبدو في توازن عادل مادام خطاب المصلحة والنفوذ هو الذي يحكم المنطق العالمي بعد الحرب الباردة
· لذلك لابدّ من آليّة تنهض بدور جديد دون اضطراب زائد من علاقات البشر فيما بينهم ومن دون نشوب حروب جديدة وينبغي
.عدم تكرار تجربة الانتقال من عصبة الأمم الى الامم المّتحدة ولابدّ من امم مّتحدة من نوع جديد في الألفيّة الثالثة
أساليب الهيئة لتطبيق سياستها
العقوبات والحصار ·
يثير الواقع الراهن الذي تمرّ به الأمم المّتحدة الكثير من التساؤلات والاستفسارات حول أدائها ومدى فعاليتها المنبثقين من
أهدافها ومبادئها ومبرّرات انشائها أص ً لا ومسوّغات وجودها وقدرتها على البقاء على قيد الحياة في ظلّ المتغيّرات الدوليّة التي
انعكست سلبًا على آليّة عملها وأفرغت أهدافها من مضمونها اذ أصبحت أداة بيد القوّة الوحيدة في العالم توجّهها وفق ماتقتضيه
.مصالحها دون أي اعتبار للقيم التي تحملها الأمم المّتحدة وأهدافها
· وتبرز هنا سياسة العقوبات والحصار الاقتصادي الذي غدا أحد الأساليب المّتبعة بشدّة وحزم بح ّ ق الشعوب والأنظمة السياسيّة
الرافضة للخضوع لمشيئة واشنطن وحلفائها، فأصبح سائدًا معاقبة كثير من الدول بالحظر الاقتصادي والحصار، الأمر الذي
.يوضح في جوانبه المختلفة مدى ارتهان المن ّ ظمة للقوى الكبرى
· - وسأحاول ايضاح ذلك من خلال الحالات الكثيرة التي تعيشها دول تحت رحمة الحصار ولعلّ منها السودان – العراق- ايران
..كوبا
:وسنر ّ كز على الحصار المفروض على العراق ونتائجه وأهدافه
· اثر ازمة الخليج اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش 2آب 1990 حالة طوارئ ضدّ العراق تجسّدت بفرض حظر تجاري
.وعقوبات اقتصاديّة على العراق
· تمّ فرض مجلس الأمن الدولي في 6 آب 1990 حظرًا دوليًّا شام ً لا على العراق وشّ كل المجلس لجنة عقوبات وفرض حظرًا جويًّا
.وبحريًّا
وقد خوّل مجلس الأمن امريكا وبريطانيا باعتبارها تملك سفن حربيّة لتنفيذ الحظر الجوّي؟
· ولايّتسع المجال لسرد تفاصيل هذه القرارات المجحفة لكن نذكر مثا ً لا فقط: انّ لجان التفتيش التي شّ كلها مجلس الأمن لتصفية
اسلحة الدمار الشامل العراقية كما يدّعون هي ضالعة بالتجسّس لصالح أمريكا "ريتشارد باتلر" ولصالح اسرائيل أيضًا كما اعترف
.بذلك سكوت ريتر
· امّا نتائج الحصار فهي مأسويّة وفظيعة حيث أشارت منظمّة اليونيسيف أنّ / 5000 / طفل عراقي يموتون شهريًّا بسبب المجاعة
والأمراض وأّنه خلال حرب الخليج تخرّب اكثر من / 5500 / مؤسّسة تعليميّة وبشكل عام وبغضّ النظر عن حجم الخسائر التي
لحقت بالعراق او ليبيا او غيره. ينكشف مدى ارتهان مجلس الأمن والأمم المتحدة للقوى الكبرى ولاملاءاتها لفرض ارادتهما
.على الشعوب
· · لقد ثبت بما لايدع مجا ً لا للشكّ ان التنازع وما ينجم عنه من صراعات هو الاصل في العلاقات الدولية، اما ماتلا ذلك لم يكن
سوى محاولات عرفها التاريخ الطويل للعلاقات الدوليّة لاحلال الوفاق محلّ الخصومات، والنزاعات الصغرى والكبرى ، الأمر
.الذي بدا ولايزال يبدو وكأّنه حلم مستحيل
· والمجتمع الانساني الدولي هو أضخم شكل للاجتماع وهو لايستطيع الاستمرار لولا تغلغل التعاون فيه وكلمة "نحن شعوب الامم
.المتحدة" تنمّ عن الوحدة والتآزر من جهة وعن التمايز والاختلاف والتنوّع من جهة أخرى
والدول التي وّقعت ميثاق الامم المّتحدة كانت قد خرجت للتوّ من أكبر أشكال التنازع الاجتماعي تميّزًا باللاتعاون المطلق وهو
.الحرب
· واذا دّققنا النظر أكثر لوجدنا انّ التنازع والتعاون وجهان لعملة واحدة فيها دائمًا شيء من الاثنين معًا. ومن الملاحظ انّ
المتنازعين مضطرّان الى التعاون على نحو ما داخل مجال التنازع وخارجه ولنا في الامم المتحدة وتركيبتها مثال على ذلك وتبدو
صيغة "الحرب الباردة" على مافيها من التباس فترة تاريخيّة مهمّة تشرح بوضوح تنازع المتعاونين وتعاون المتنازعين وتبقى
الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة ايضًا بطبيعة الحال مجا ً لا رحبًا للتنازع دون ان ننسى على الاطلاق بانّ الحرب هي
.التنازع النوعي الوحيد المتميّز باللاتعاون المطلق كما سبق وذكرنا
تنافس القوى الكبرىوانعكاساته السلبيّة على المنظمة الدوليّة:
· منذ ان وضعت الحرب العالميّة الثانية اوزارها بدا واضحًا اّنه يمكن تحديد دول كبرى ودول عالم ثالث وذلك اعتبارًا من تاريخ
4 نيسان 1949 . وهو يوم ولادة حلف شمال الأطلسي عندما وافقت عشر دول اوربيّة بالاضافة الى كندا وامريكا على انشاء هذا
.الحلف
· 1949 تبيّن ان مستقبل المانيا لايزال غامضًا وانّ فرنسا وايطاليا مزّقتهما - انّ نظرة سريعة على الخريطة الاوربيّة بين 1945
.النزاعات السياسيّة الداخليّة كما انهزمت اليابان بفعل القنبلة الذريّة، كما اشتعلت الحروب في المستعمرات البريطانيّة والفرنسيّة
· هذه الخريطة المأسويّة ساعدت السوفييت على زيادة حضورهم وهذا ماعتبره الأمريكان تحذيرًا الى مايمكن ان تفعله الشيوعيّة
.في آسيا وأوربا وأماكن اخرى في العالم
لذلك حاولت امريكا التدخل في اوربا لاحتواء الاتحاد السوفييتي من خلال ماسميّ مشروع مارشال حيث وافقت دول اوربيّة
وانضمّت اليه وقام السوفييت بزعامة ستالين بالتحريض والردّ على المشروع من خلال دعم دول اوربا الشرقيّة التي اصحت
تشّ كل جبهة مضادّة لأمريكا والغرب وهكذا انقسم العالم الى معسكرين غربي تتزعمه امريكا وشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي
.وظهر مفهوم العالم الثالث وأصبح العالم مهيأ للصراع المسّلح بالأسلحة التقليديّة او اسلحة الدمار الشامل
· وكل ذلك انعكس سلبًا على الأمم المّتحدة فبدت عاجزة عن القيام بكلّ ماعّلق عليها من آمال، والعودة الى الاستخدامات المتقابلة
.لحق النقض /الفيتو/ في فترة الحرب الباردة ترسم صورة ماآل اليه واقع المن ّ ظمة الدوليّة نتيجة تصارع ارادات الكبار
/حق النقض /الفيتو
يوقع الميثاق في تناقض مع ذاته
· لقد كان حق النقض /الفيتو/ الذي أقرّ في ميثاق المنظمة الوليدة بمنزلة المكافأة التي كافأ المنتصرون انفسهم بها في الحرب
الثانية رغم انوف الدول الموّقعة على الميثاق، واذ ان شرعيّة الأقوى وقوانينه هي التي تفرض ذاتها وتسود دائمًا، ولن تقدّم او
تؤ ّ خر كثيرًا الاعتراضات والمناقشات شيئًا في ارادة الدول العظمى المتح ّ كمة بمجلس الأمن الدولي وبالتالي فانّ اوّل مسوّغات
.وجود هذا الحق هو منطق الأقوى
· ان قراءة سريعة لاستخدامات ح ّ ق النقض التي فاقت عن المئتين منذ تأسيس المن ّ ظمة الدوليّة وحّتى الآن تكشف لنا بجلاء عن
اّنه قّلما وندر ان استخدم بما يّتفق مع واجبات ومسؤوليّات الأعضاء الدائمين في المحافظة على الأمن والسلم العالميين، واّنما
."كان يستخدم لخدمة المصالح الأنانيّة للدول الكبرى وعرقلة مصالح " الخصوم
· .فقد استخدم الاّتحاد السوفييتي ح ّ ق النقض عشرات المرّات لمنع انتساب دول حليفة لأمريكا الى الأمم المّتحدة
· كذلك استخدمت امريكا هذا الح ّ ق اكثر من خمسين مرّة ضدّ المصالح العربيّة ولحماية اسرائيل كما استخدمته عشرين مرّة
.لمصالحها ال ّ خاصّة
· وأخيرًا وبالاستناد الى ماسبق يمكننا القول: اّنه حّتى تثبت هيئة الأمم المّتحدة مصداقيّتها في السعي لخير الانسانيّة فاّنها مدعوّة
باسم شعوبها التي افتتحت باسمهم ميثاقها الى اعادة النظر لا في /الفيتو/ فقط بل في تركيبة مجلس الأمن كّلها، آخذة بعين
.الاعتبار تحقيق اهدافها النبيلة الساميّة الرفيعة التي تسعى اليها حّتى لاتتناقض مع ذاتها كما حدث طيلة مامضى من تاريخها
استخدامات حق النقض لصالح اسرائيل
الجلسة رقم/ 1662 / تاريخ 10 /ايلول/ 1972 مشروع ادانة هجمات اسرائيل على جنوب لبنان وسوريّا / 13 /صوت لصالح . 1
.القرار- اعتراض واحد- امتناع واحد
الجلسة رقم/ 1899 / تا 25 /آذار/ 1976 مشروع قرار استنكار قيام اسرائيل بتغيير وضع القدس 14 لصالح القرار اعتراض . 2
.واحد
الجلسة رقم / 2220 / تا 30 /نيسان/ 1980 مشروع قرار يعطي الشعب الفلسطيني ح ّ ق تقرير المصير / 10 لصالح القرار امتناع . 3
4 عن التصويت اعتراض واحد /.
الجلسة رقم 2357 تاريخ/ 20 نيسان 1982 / مشروع قرار ادانة اسرائيل قتل / 11 عربيًّا/ وهم يؤدّون الصلاة / 14 لصالح القرار- . 4
./اعتراض واحد
الجلسة رقم 2655 تاريخ/ 6شباط 1986 / مشروع قرار ادان خطف اسرائيل لطائرة ر ّ كاب ليبيّة / 10 لصالح القرار- اعتراض . 5
./واحد
./جلسة 17 شباط 1989 مشروع قرار استنكر قمع اسرائيل للانتفاضة الفلسطينيّة / 14 لصالح القرار- اعتراض واحد . 6
جلسة 31 ايّار 1990 - مشروع دعا الى تأليف لجنة لتقصّي الحقائق عن سوء معاملة الفلسطينيين / 14 لصالح القرار- . 7
./اعتراض واحد
· اذأ يّتضح انّ امريكا استخدمت حق النقض لحماية اسرائيل من ادانة المجتمع الدولي ومن عقوبات كان على المجتمع الدولي
.اّتخاذها وهذا يؤ ّ كد لنا تناقض هذا الاستخدام المنافي حّتى لميثاق الأمم المّتحدة ذاته
.وهذه بعض حالات استخدام الفيتو الأمريكي حيث وصل عدد هذه الحالات حّتى اليوم الى/ 40 / حالة