بسم الله الرحمان الرحيم
التحذير من التشبه بالكفار في أعيادهم
أخي المسلم/أختي المسلمة:
يقول ربنا سبحانه وتعالى في بداية سورة الممتحنة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ
وقد اخبر جلت قدرته أن من تولى الكفار فإنه منهم في آيات كثيرة من كتابه الحكيم. وموالاة الكفار - كما قال أهل العلم - معناها محبتهم في القلوب أو استحسان ماهم عليه من الكفر. ومن مظاهر هذه الموالاة التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من العادات و الطقوس و غيرها. أخرج أحمد و أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)- حديث حسن.
أخي المسلم/أختي المسلة:
إن من مظاهر موالاة الكفار و مودتهم، مشاركتهم في أعيادهم و احتفالاتهم، والتي منها: احتفالاتهم بميلاد عيسى عليه الصلاة و السلام الذي أحدثوه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (... ومن ذلك ما يفعله كثير من الناس في أثناء الشتاء وفي أثناء كانون الأول – أي دجنبر- لأربع وعشرين خلت منه و يزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام،فجميع ما يحدث فيه هو من المنكرات، مثل: إيقاد النيران و إحداث طعام و اصطناع شمع و غير ذلك. فإن اتخاذ هذا الميلاد عيدا هو دين النصارى، وليس لذلك أصل في دين الإسلام، ولم يكن لهذا الميلاد ذكر أصلا على عهد السلف الماضين، بل أصله مأخوذ عن النصارى.) من كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم.
أخي المسلم/أختي المسلمة:
و أما مذهب مالك عليه رحمة الله في ذالك فهو النهي عن مشاركتهم و معاونتهم في أعيادهم .و من ثم كره ابن القاسم رحمه الله للمسلم أن يهدي إلى النصراني شيئا في عيدهم مكافأة له، ورآه من تعظيم عيده وعونا لهم على كفرهم" - أنظر المرجع السابق.
ومن ثم فحري بالمسلم أن يتخذ ذالك اليوم كسائر أيام الله، لا يخصه بشيء لما فيه من التشبه بالكفار و موالاتهم، ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما قدم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما فقال كما يروي أنس رضي الله عنه:"قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر و يوم الأضحى"
"إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا"
وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.