هل تعلم أن محاكمة الحيوانات كانت شائعة لدى الحضارات الراقية (كاليونان والرومان والفرس) أكثر من القبائل الهمجية أو المجتمعات البدائية القديمة..
فقبل تسعمائة عام مثلاً كان الناس في أوروبا يعتقدون ان الحيوانات مخلوقات عاقلة لا تختلف عن البشر إلا من حيث عدم قدرتها على الكلام. وعلى هذا الأساس كان من غير المستهجن - في الماضي - محاكمة الحيوانات بصفتها مخلوقات مسؤولة ومدركة مثل الإنسان!!
فقدماء اليونان أقاموا محاكم خاصة لمحاكمة الحيوانات والجمادات التي تلحق ضرر بالإنسان كانت تسمى البريتانيون وفي هذا قال فلاطو ن في كتابه القوانين. إذا قام حيوان بقتل إنسان كان لاسرة القتيل رفع دعوى قضائية ضد الحيوان الجاني وفي حالة ثبوث القتل صدر حكم بالقصاص على ذلك الحيوان وتلقى جثته خارج البلاد
وإذا سقط جماد على إسان فقتله إختار ذويه قاضي من معارفعه ليصدر حكم يقضي بأن ينبد ذلك الجماد خارج البلاد .
وتصور أن ه إدا أقترف أنسان جريمة تمس الدولة فإن جميع أسرته وممتلكانه وحيواناته تقتاد للمحكمة للحرق علنا.
كذلك
الفرس كانوا يحاكمون الحيوانات الجانية فإدا كان الكلب كان مصاب بالكلب أي الصرع و عض خروف أو حيوان آخر صدر حكم بقطع أذنه اليمنى و إدا تكررت جريمته قطعت أذنه اليسرى وإدا تكررت قطع ديله.
وهذه من أغرب محاكمات الحيوانات أربع وعشرون محاكمة من هذا النوع في بلجيكا واثنتان وتسعون محاكمة في فرنسا وتسع وأربعون في ألمانيا.. وفي عام 1457اختلف الفرنسيون حكومة وشعباً حول شرعية إعدام خنزيرة اقتيدت مع أبنائها إلى مقصلة ليون بتهمة قتل طفل صغير.
وفي عام 1499ألغت محكمة هامبورج دعوى قضائية ضد أحد الدببة لعدم وجود محلفين من نفس الفصيلة - كما طالب بذلك محامي المتهم - .
وكان قد يحبس الحيوان على ذمة التحقيق.
و من أطرف القضايا
قضية مشهورة رفعت في باريس عام 1521 أوتون ضد مجموعة من الفئران التي استوطنت احدى الكنائس بتهمة التجمهر وغقلال راحة السكان. وقد تطوع المحامي الشهير بارثولوميو شاساني للدفاع عنها واجلت الجلسة لعدم حضور الفئران و برر هذا التغيب المحامي المشهور على أن الفئران خائفة من القطط لذلك تعذر مجيئها وكان طلبه لرئيس المحكمة ان يحبس قطط وكلاب المدينة والغريب أن رئيس المحكمة تفظل بقوله.... علينا حماية المتهمين وطالب المحامي الشهير بإلغاء المحاكمة لعدم عثوره على محلفين من نفس الفصيلة..
(وإن كنت ترى الأمر مضحكاً فماذا تقول عن القضية التي وقعت في القرن الخامس عشر بين سكان سانت جوليا ومستعمرة كبيرة للخنافس استغرقت 42عاماً بين صد ورد وحكم واستئناف!).
وفي العادة كانت المحاكم المدنية تنظر في قضايا الحيوانات الأليفة، في حين تحاكم الكنيسة الحيوانية البرية أو الشاردة خوفاً من حلول الشيطان فيها..
ففي عام 1519مثلاً أحرقت كنيسة بال السويسرية ديكا أحمرَ في احتفال مهيب بدعوى أن الشيطان حل في جسده وجعله يضع “بيضة” (ورفعت بذلك تقريراً إلى الفاتيكان)..أتهمته بالسحر.
وفي فيينا تمت محاكمة عجل أبيض عام 1763لأنه ولد وعلى جبهته هلال اسود - ومعلوم حساسية النمساويين من الهلال كونه شعار الجيوش التركية المسلمة التي حاصرت فيينا وكادت تدخلها!