قديما قالوا "أعطني عمرا وألقني في البحر".. واليوم مع تكشف تفاصيل قصة الفتاة بهية البكاري، الناجية الوحيدة من كارثة تحطم طائرة الخطوط الجوية اليمنية قبالة سواحل جز القمر، تتأكد هذه المقولة.
بهية -14 عاما- التي كانت برفقة أمها قادمين من فرنسا إلى جزر القمر، قالت لوالدها عبر الهاتف من مستشفى بجزر القمر حيث تعالج حاليا من بعض الرضوض والخدوش التي أصابتها: "لا أعرف ما الذي حصل.. لكن الطائرة وقعت في المياه، ووجدت نفسي وسط البحر".
وقضت بهية ساعات وسط الظلام الدامس والأمواج المتلاطمة قبل أن تتمكن قوات الإنقاذ من انتشالها، ونقل قاسم بكاري -والد الفتاة- عنها قولها، إنها كانت تسمع خلال وجودها في المياه أصوات أشخاص يتكلمون من حولها، غير أنها باتت عاجزة عن رؤية أي شيء بحلول الظلام خلال الساعات المرعبة التي قضتها وسط الأمواج قبل إنقاذها.
إرادة الله
واعتمدت بهية في مقاومتها لهذه الظروف الصعبة على قطعة طافية من حطام الطائرة ظلت متشبثة بها طوال فترة وجودها في البحر.
ورفض والد الفتاة قاسم البكاري وصف نجاة ابنته بـ"المعجزة" وقال لراديو "RTL" الفرنسي من مكان إقامته في فرنسا: "إنها فقط إرادة الله".
وبمشاعر متباينة بين الفرح بنجاة ابنته والحزن على فقد زوجته، أضاف البكاري: "والدتها كانت معها على نفس الطائرة، ولم يكتب لها النجاة، ولكن الله كتبها لبهية" التي وصفها بأنها "من النوع الخجول للغاية"، والذي من المستبعد أن يتمكن من النجاة من حادث تحطم طائرة.
ومن ناحيته لم يخف رئيس فريق الإنقاذ الذي عمل على انتشال بهية من المياه دهشته لنجاتها، وقال في حديث للراديو الفرنسي: "لقد تجاوزت الكثير من المصاعب، إن نجاتها معجزة حقيقية، خاصة وأنها بالكاد تعرف السباحة".