- مسعود حديبي كتب:
- على طريق الشعر ..ركن نريده منبرا لكل الذين يجدون في أنفسهم ميلا لكتابة الشعر .. ركن يأخذ بأيدي هؤلاء إلى الطريق الصحيح
الممكن من كتابة الشعر وفقا لمقاييس حداثية مرنة وغير محنطة داخل التعريف المألوف والمعروف على أن الشعر هو الكلام الموزون
والمقفى .. ركن يتسع فيه هامش الحرية لكتابة قصيدة/ قصيدة بغض النظر عن كونها من هذا الشكل أو ذاك ...فالشعر شعر وإن تقول عليه المتقولون ، والنثر نثر وإن تشاعر عليه المدعون .
ونحن في انتظار مساهماتكم
مصابيح على الطريق
رأيت من الضروري وضع هذه المصابيح على طريق الشعر حتى يهتدي بها المبتدئ ، الذي كثيرا ما يقع في استسهال الشعر ، واعتباره مجرد رصف للكلمات ، ومن ثم يقع في الزلل الذي يخرج نصه من خانة الشعر إلى خانة أخرى لا هي من الشعر ولا هي من النثر ، خاصة وأن الشعر في زمننا لم يعد كما قال الأولون :ذلكم " الكلام الموزون والمقفى " بل تجاوز الكثير من المفاهيم التقليدية حول البحور والتفعيلات ،والعلل والزحافات ،وجرف معايير البلاغة المألوفة والمعروفة ليتكئ على المفارقة والإدهاش والاستفزاز ، وعليه وجبت الإشارة إلى :
أولا: اللغة : الشعر بصفته أرقى أنواع التعبير بعد القرآن الكريم ، فإنه يتطلب لغة منتقاة ، سليمة ، أنيقة ، موحية ، ولماحة .
ثانيا : الموسيقى/الإيقاع/الوزن: لا يسمى الشعر شعرا مالم يلتزم بالإيقاع ، والدليل أن القصيدة الحديثة ـ على تمردها ـ لم تتنكر نهائيا لتلك الدندنة التي بها وحدها يتم الفصل بين الشعر والنثر ( بل اعتمدت ما يسمى بالموسيقى الداخلية ) .
ثالثا:الصورة الشعرية : لغة الشعر تصويرية إلى درجة أن القصيدة الحديثة امتزجت باللوحة التشكيلية ،مماأكسبها جمالا وبهاء ووقعا في القارئ/المتلقي ( إذ تطرح فيه الأسئلة بدل الإجابات الجاهزة والمستهلكة )
رابعا: الموضوع/المضمون/المحتوى : المعروف أن العلاقة جدلية بين الشكل والمضمون في أي عمل إبداعي ، بمعنى أن أحدهما يؤثر في الآخر ، ومن ثم لايمكن لقضية مصيرية كبرى أن يخدمها نص هزيل .
خامسا : الرؤيا/الموقف : الإبداع ـ عموما ـ رؤيا وموقف من الحياة ، وعليه فهو منحاز دوما إلى قيم الخير والحرية والحب والجمال والعدل والأمن والأمان والسلم والسلام ، وقضايا الإنسان أينما كان .
سادسا : الصدق : الشائع أن " أعذب الشعر أكذبه "والحقيقة أن أعذب الشعر أصدقه ،لأن الإبداع صدق مع الذات وتدفق تلقائي للمشاعر والأحاسيس ، وعلى هذا الأساس راجت مقولة : " النص يكتب صاحبه وليس العكس " وصدق ألبيرتو إيكو إذ يقول: " قد يتفوق النص على كاتبه ذكاء "
ملاحظة هامة : على كل المساهمين أن يتقيدوا بالآتي : ـ أن يوقعوا بأسمائهم الحقيقية دون اللجوء إلى الأسماء المستعارة ، وهذا دفعا لأي لبس أو شبهة من جهة ، ومن جهة أخرى لكون الجرأة الأدبية من شيم المبدعين الواثقين وإن كانوا في بداية الطريق ، وليعلم الجميع أن الإنسان من أخطائه يتعلم.