منتديات أولاد عطيــــــــــة
منتديات أولاد عطيــــــــــة
منتديات أولاد عطيــــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أولاد عطيــــــــــة

منتدى عام
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسعود حديبي




عدد المساهمات : 87
نقاط : 208
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/07/2009

جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي Empty
مُساهمةموضوع: جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي   جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي Emptyالأحد أكتوبر 18, 2009 6:26 pm

جهات الشعر في " سهو الجهات "
للشاعر / مسعود حديبي
بقلم الأستاذة / وسيلة بوسيس ـ جامعة جيجل
1ـ تجليات الحداثة / تجليات الكتابة :
تتقدم القصيدة دوما كمناسبة لنفض الغبار عن اللغة ،ولرمي الألوان على الأشياء ولإعادة تسمية الأشياء ،تأتينا ونحن في غفلة من الصورالكامنة في أنفسنا منذ البدء (وقبله حتى ) لننطلق من حيث ندري ومن حيث لا ندري في رحلة أفلاطونية الملامح لإخراج الكامن فينا ، وإعطائه جسدا ، وموقعته في مكان ما .
وليس بعيدا عن هذه الموتيفات مشروع الحداثة وما يحمله من رغبة في ابتلاع الراهن والسير به صوب الممكن ، الممكن الثري الشهي الكثيف المبا غت ، الممكن المحزن المفرح المقلق المناور ...
وقد يكون عنوان نص الشاعر / مسعود حديبي " سهو الجهات " والذي أراده الشاعر عنوانا لديوانه برمته فاتحة لهذه المعاني لأنه يربط المادي باللامادي السهو (واقعة ذهنية غير محسوسة) والجهة ( واقعة مادية ملموسة)... وهو الربط القاعدي بين كوني اللغة القاعديين " الدال " (الحسي المادي المنطوق فيزيائيا فيزيولوجيا ) والمدلول ( الذهني المتصور الحاصل في العقل ) ...
وهي نفسها الثنائية الحداثية الرابطة بين الممكن (المجهول ) والراهن ( المعروف ) .
إلا أن القصيدة تتفلسف أكثر مما نشير إليه ،وإن كان هذا الهاجس الرابط بين تجربة الموت وإحيائها لغويا ، والرابط بين الاختفاء والاحتفاء به ، الغياب( الحياة ) والحضور (القصيدة) مسيطرا على النص ، إذ يقول الشاعر :
وأنا طفل أحدق في المدى / واللاشئ /بلا عيون
وأقول غرابتي / هكذا بلا شفتينْ
كما يقول :
في لحظة / أشعر أن المكان يوزعني بين المدينة / والقصيدة / كيما أخون بهاء القرية / أو أكتئبْ
وفي مقطع آخر :
لا معنى للحب / والشعر يطفئ فينا جمره "
وهذا المقطع الأخير يفضح الثنائية التي نحن بصددها ، فالحياة ذاهبة أبدا في اتجاه يخالف اتجاه الكتابة ، والكتابة خيانة لأورار الحياة ، والحياة على الدوام مخيبة لأحلام القصيدة ...وهكذا أبدا ...
2 ـ النزعة المكانية :
العنوان : سهو الجهات
البيت الأول : اقترب ...من بدئك
البيت الأخير : أخلف وعده (على طول وعرض ) وخانْ
هذه المحطات الثلاث تجعلنا ندرك الهاجس المكاني الشديد لدى الشاعر ، ولعل الانطلاق في فهم النص من مركزية سؤال المكان يجعلنا ندرك جيدا ما يختزنه هذا النص من الطاقات الدلالية ، إنه المكان الأكيد الحزين ،الحزين رغم كونه أكيدا :
باختصار..../المعبر واحد أحد / يضيق الآن لعابرينْ /وتلك الضفاف التي تشتهينا / يحرسها منذ أحزاننا الأولى / ما ... نسميه ـ مجازا ـ باليقينْ
يفيض المكان عن هذه المعاني القاعدية ،وعن المعنى اللغوي الذي يجعل لفظة " مكان " اسم مكان للفعل " كان " أي أنه محل لحصول كل كينونة ممكنة ، كل واقعة كائنة حاصلة متبدية متنقلة من العدم إلى الانوجاد تحتاج غلافا ومحلا وحاويا يحتويها هو المكان ...
النص الحديبي يفيض فيما وراء هذه الاعتبارات فيصبح محلا للذاكرة والتاريخ ، يصبح مناسبة للحكم على الماضي والحاضر معا ، لقراءة زمانية ممتدة في فصول التاريخ المتقلبة ،إن الشاعر يرفض خرافة الامتداد التاريخي معتمدا على وحدة دلالية ذات بعد مكاني هي الخيمة :
لا تدع حين أشرب كأسا من الشعر / عند خيمتك الوضيعة / أنني من آل الفاتحينْ ... /اقترب ... / فالمكان يألف كل الطيور / التي ضيعت جهاتها / ...
بل إن رفض التاريخ والترحاب الدلالي بالحاضر وبقبول ما يرد جديدا مع الحدثان يتم كذلك من خلال أيقونة مكانية أخرى هي " المكان الأليف للطيور " ...
فالخيمة تقف قبالة المكان الأليف الذي ينقذ الطيور التي ضيعت جهاتها ...وبما أن المكان حامل للوجدان الذي نصبغه عليه ، ومستودع تقبع فيه أحلامنا وهواجسنا وذكرياتنا ، فإننا نتصور ببساطة كيف أن رسم خريطة للأمكنة التي تعج بها القصيدة من شأنها إعانتنا على تتبع المسار الشعوري الوجداني للقصيدة ،وهي خريطة يظل مفتاحها العنوان الذي ينيط إلى الجهات / السهو ...ليكون فيصل التفرقة هو وضع هذه الأمكنة في إطارها الدلالي من خلال استقراء الأبنية النحوية والسياقات الدلالية المصاحبة لها .
"ينثرنا على هواه المكان " "المعبر واحد أحد يضيق الآن لعابرينْ ""المكان يوزعني "" أخون بهاء القرية "" تحط الطيور على شفتي "،" وانتظرنا سهو الجهات " ...ويمكننا رصد كم أكبر من التعابير المكنية ،إلا أن خلاصتها ستكون بلا ريب واحدة ...المكان مناسبة للحزن ، للغبرة ، للأسى ،للتأسف ،للتفرقة ...والمكان الأليف الوحيد " القرية " تربطه الجملة الشعرية بالخيانة ... وفي هذه التراكيب بيان ما قدمناه وتبيينه.
3ـ تجليات أمكنة النص :
في المقطع الأول :" باختصار ...المعبر واحد أحد ـــــــــ)"
وفي المقطع الثاني : ثلاثة أسطر من النقاط التي تتجاوز عدد3 إلى 5 ...كأنها تعبر عن الاقتطاع ـ كما ألفت الإملاء ـ وكذلك على التعليق ، وعلى الزمن المتوقف ، وعلى المسافة المقطوعة :
اقترب ...
طفل أحدق في المدى واللاشيء .....
وأقول غرابتي / هكذا ..../ بلا شفتينْ
وفي المقطع الثالث عدد النقاط 7 :
أشعر أن المكان يوزعني بين المدينة والقصيدة .......
كيما أخون بهاء القرية / أو أكتئبْ
في المقطع نفسه يزداد عدد النقاط ويلتحم أكثر مع السياق (الطيور ) تشاركني شرب القهوة /والصمت .......... والهواية إذ نتسلى قليلا
وبنا ( يتمـ....سخر )هذا التعبْ
إن هذا الاستثمار للمكان النصي ( الطباعي ) يقرأ كمحاولة لتشظية نمط القراءة السائد القديم المعتمد على خطية الدوال وانتظام المداليل في سطر معلوم ،بسببية معلن عنها ،القراءة الحداثية لا عقلانية ، تستعيد شحنة الشعر الشعورية القوية وتقف بإعند الطابع الفوضوي اللا منطقي الغريب المناور المشاكس لعملية الشعور ... وبما أن القصيدة لا تهدف في نهاية أمرها سوى للوفاء للشعور ،وجعل اللغة والشكل النهائي للقصيدة قريبين جدا من الأحاسيس والمشاعر ...فإن القصيدة الحداثية و " سهو الجهات " منها تحتال بكل ما أوتيت من الحيل كي تكثر الدلالة ،وتكثف المعنى، وتنوع الأداء ،وتحدث الأثر بكل الطرق الممكنة .
من هذه الزاوية في تمثل الأمور نقرأ التنويع الكبير في حسن الجوار ( وسوئه أيضا )بين البياض والسواد ،ونقرأ أيضا التراوح بين النقاط الثلاث والنقاط العشر وهو أمر جدير بالتوقف والتأمل ...لأن هذه النقاط المرتبكة غير القارة هي نقاط تضبط التنفس غير المعتدل ، وتضبط إيقاع الدهشة ومختلف أشكال الانفعال ...وتعبرا حينا ثالثا عن المساءلة ،والتوقف ، والتأمل ،والوقت اللازم لاستيعاب الأمور ...وعن وقائع حسية شعورية أخرى قد يجد ناق آخر فيها مادة كثيفة للدراسة واجتثاث المعنى ، وللتأويل طورا بعد طور .
أما العنصر الذي استوقفنا فهو المقتطف الذي استحضرنا من المقطع الثالث :
في لحظة / تحط الطيور على شفتي / تنقر شدوي /تشاركني شرب القهوة / والصمت ..........والهواية، إذ نتسلى قليلا / وبنا ( يتـ...مسخر) هذا التعبْ
إن هذه المقطوعة الشعرية شديدة الدلالة على ما أريد جاهدة تبيانه على متن هذه الورقة التي أعلم أنها تشاركني حيرتي في محاولتي للإلمام بنص يشتغل على عدة مستويات ، وأنا معترفة منذ الآن بأنني عاجزة .
في هذا المقطع تحط الطيور التي عرفناها سابقا رمزا للحرية العالقة في الهواء والتي لا تجد محطا ، والتي نعرفها دائما رمزا للبحث عن الأفق الآخر ، ورمزا ثانيا لإمكانية الطيران والانفلات من سلطان المكان (سلطان الكيان)، تحط على شفتي الشاعر والشفتان مدخل الفم ، والنفس ، وما سمي النفس كذلك إلا تماهيا مع النفسْ (الروح) وذلك ما يفضحه القاموس ، فالطيور على معبر الروح ، والشفتان أيضا مدخل القصيدة ومخرجها ،، ثم في حركة دلالية عجيبة يتماهى شدو الطيور مع شدو الشاعر أو يقترض هو منها الشدو ، في حين تقترض منه هي متعة شرب القهوة ، ويشتركان في الصمت ...والبرهان على على ذلك 10 نقاط طويلة تقول صمتا صمتت دونه علامات الإملاء المألوفة ...ثم لا تقف الأدوات الشعرية هنا ،لأن السخرية الظاهرة للموقف تطفو على سطح القصيدة ، وتطالها سخرية ثانية إذ يحضن الفعل الدارج الشعبي والفصيح في آن واحد " يتمسخر "قوسان ثم ينقسم الفعل إلى ( يتـمـ...)و(...سخر) لتصبح هاتان الوحدتان الدلاليتان دليلا على عمق المسخرة التي ألمت بالطيور وحريتها وضيق آفاقها ، وبالشاعر وتعبه وصمته وقصائده التي يقول النص بأنه لم تقل رغم أننا نقرأ ما قيل منها ، وهي سخرية ثالثة تقول بأننا نقرأ عن عدم الكتابة ...
إن هذه الشحنات التعبيرية لا تأتي بالتصريح ـ كما تحب البلاغة القديمة ـ بل بالتلميح ، وبالتأشير والرمز والإيماءالبعيدين جميعا ـ وذلك ديدن البلاغة الجديدة، وديدن التحديث وديدن أفانين القول الحداثية ـ ...فكل ما أوردته تمت تأديته عن طريق حيل هي من صميم استغلال المكان النصي ، أو الفضاء الطباعي للورقة التي تنقل إلينا القليل جدا ولكنها تقول الكثير الكثير.والنتيجة أننا لاننجح في سهو الجهات ، بل ينتج عكس ما أراده مسعود حديبي : وعي شديد القوة بكل الجهات الممكنة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
KILWA ZOULDIK

KILWA ZOULDIK


عدد المساهمات : 785
نقاط : 1163
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 09/07/2009

جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي   جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 8:45 pm

مشكور أخي
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جهات الشعر في " سهو الجهات " للشاعر / مسعود حديبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اصدارات ..ما لم تقله الضواحي ..للشاعر مسعود حديبي ...قالوا عن المجموعة
» دلالات التغيير وجمالية التواصل في قصيدة :غيمة في سمائي .. للشاعر / مسعود حديبي
» مسعود حديبي
» قراءة في ديوان سهو الجهات لمسعود حديبي بقلم عبد الحميد شكيل
» ماهو الشعر...؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أولاد عطيــــــــــة :: منتدى الأدب و الشعر :: شعراء من بلدتي-
انتقل الى: